اليمن: الحوثيون يشيّدون أرصفة جديدة في رأس عيسى ويوسّعون عمليات الشحن بعد تضرر الحديدة
يمن فيوتشر - The Maritime Executive – ترجمة خاصة الجمعة, 07 نوفمبر, 2025 - 10:34 مساءً
اليمن: الحوثيون يشيّدون أرصفة جديدة في رأس عيسى ويوسّعون عمليات الشحن بعد تضرر الحديدة

تشير صور الأقمار الصناعية الملتقطة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني لمنطقة رأس عيسى الساحلية في اليمن، إلى أن جماعة الحوثيين وسّعت خلال الأسابيع الأخيرة قدرتها على مناولة البضائع العامة.

حتى وقتٍ قريب، كان ميناء رأس عيسى بدائيًّا للغاية ولا يتعامل إلا مع ناقلات المشتقات النفطية، حيث كانت الناقلات الصغيرة والمتوسطة عادةً تُرسى بمؤخراتها باتجاه الشاطئ، ثم تُستخدم أنابيب مرنة تمتد مباشرة من السفن عبر الشاطئ لتتصل بشبكة محدودة من الأنابيب الثابتة التي تربطها بخزانات صغيرة قريبة لتخزين الوقود.

ولم يكن في رأس عيسى ما يمكن تدميره كثيرًا خلال الغارات الجوية الأخيرة، لكن بقايا السفينة المختطفة غالاكسي ليدر —التي استهدفتها إسرائيل في السادس من يوليو/تموز بعد أن استُخدم رادارها لرصد تحركات السفن في البحر الأحمر— ما تزال كهيكل مهجور على الشاطئ. ومن المرجّح أن يستخدمها الحوثيون لاحقًا كعائمة (رصيف مؤقت).

أما مناولة البضائع العامة فكانت تُجرى عادةً في ميناء الصليف القريب، الواقع على بُعد نحو خمسة أميال إلى الشمال، على الجانب المقابل من الخليج، والذي يضم مرسيين للسفن ومنشآت تخزين أكبر للمشتقات النفطية، تُزوّد بالوقود من ناقلاتٍ ترسو مباشرة في الميناء. وقد تعرّضت هذه المنشآت في الصليف لأضرار خلال الهجمات الإسرائيلية والأمريكية في شهور أبريل/نيسان، مايو/أيار، ويوليو/تموز، ما تسبب بتعطّل حركة الملاحة لأسابيع بعد كل هجوم.
ومع ذلك، وبخلاف الضربات التي استهدفت ميناء الحديدة، يبدو أن مرافق تخزين النفط في الصليف لم تتعرض لأضرار جسيمة.

وتُظهر الصور الملتقطة هذا الأسبوع أن ميناء الصليف قد عاد إلى العمل بشكل كامل، حيث تُظهر اللقطات سفينتين راسيتين على الرصيف، تمّ التعرف عليهما عبر موقع VesselFinder بأنهما السفينة MV Paras المسجّلة في جزر مارشال بحمولة 29,990 طنًّا، والسفينة MV Kashkar المسجّلة في بنما بحمولة 24,109 أطنان. وتعمل كلتا السفينتين بانتظام في خط ملاحي يربط بين ميناء الصليف وجيبوتي.

وفي رأس عيسى، لم تقتصر العودة على ناقلات الوقود فحسب، بل شُيّدت أيضًا مرافق أرصفة جديدة. وتُظهر الصور ثلاث ناقلات تقوم، كما في السابق، بتفريغ حمولتها على الشاطئ، وقد تمّ التعرف عليها عبر موقع VesselFinder بأنها السفينة Sophia K المسجّلة في بنما، والسفينة Charminar المسجّلة في جزر القمر، والسفينة Doreen المسجّلة في غامبيا. وجميع هذه الناقلات الساحلية الثلاث، التي تبلغ حمولتها نحو 50,000 طن، تخضع للعقوبات الدولية.

ويُعزى الارتفاع الكبير في حركة الناقلات —وهو الأكبر من أي وقت مضى في هذه المنطقة— إلى تحويل حركة الشحن من ميناء الحديدة، حيث تضرّرت مرافق مناولة المشتقات النفطية بشكل كبير.

إلى جانب ذلك، تمّ في يوليو/تموز بناء رصيفين جديدين على شكل حرف (T) في رأس عيسى بسرعة، إضافةً إلى رصيف ثالث يربط بجزيرة صناعية تم توسيعها أيضًا. وقد شوهدت خلال الأسابيع الأخيرة سفن ساحلية صغيرة ترسو عند جميع هذه الأرصفة الثلاثة، كما ظهرت سفينتان للشحن مسجّلتان في جزر القمر —MV Yask-1 وMV Elif Epic— راسيتين هناك أمس في هذه المرافق الجديدة.

وبالإضافة إلى السفن الراسية في الميناءين، ترسو ما لا يقل عن 17 سفينة في المياه الواقعة بين الصليف ورأس عيسى، ويُرجَّح أنها تنتظر تخصيص أرصفة للرسو داخل الميناء.

وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 (لعام 2015)، ينبغي على جميع السفن التي تدخل ميناءي الصليف أو رأس عيسى الحصول مسبقًا على تصريح من آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) ومقرها جيبوتي. غير أنّه لا يبدو أن للآلية الأممية وجودًا فعليًا في أيٍّ من الميناءين، يتيح لها التأكد مما إذا كانت السفن الداخلة قد حصلت فعلًا على التصاريح اللازمة من UNVIM.

ولا تزال حالات عديدة تتكرر، تُكتشف غالبًا عندما تعترض قوات المقاومة الوطنية —العاملة في منطقة باب المندب— شحناتٍ غير مشروعة لسفنٍ لم تطلب التصريح أصلًا أو قدّمت بيانات مزوّرة في وثائق الشحن.

لقراءة المادة من موقعها الأصلي:

https://www.maritime-executive.com/article/houthis-develop-general-cargo-handling-at-ras-isa


التعليقات