وزير الخارجية العُماني: إسرائيل، وليست إيران، هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة
يمن فيوتشر - منة العُريبي، ڤانيسا غانم - ذا ناشيونال الأحد, 02 نوفمبر, 2025 - 02:36 مساءً
وزير الخارجية العُماني: إسرائيل، وليست إيران، هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة

قال وزير الخارجية العُماني (بدر البوسعيدي)، يوم السبت، إن إسرائيل —وليس إيران— هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، مشجعًا دول الخليج الأخرى على الانخراط في الحوار مع طهران بدلاً من عزلها.

وأوضح البوسعيدي أن الجولات الخمس من المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي تولت سلطنة عُمان الوساطة فيها، حققت تقدماً كبيراً قبل أن تُفشلها إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل، قبل ثلاثة أيام فقط من موعد انعقاد الجولة السادسة في يونيو/ حزيران، "أطلقت قنابلها وصواريخها في عملٍ تخريبي غير قانوني ومميت".
وكانت المفاوضات بين واشنطن وطهران تهدف إلى التوصل إلى اتفاقٍ جديد يحد من البرنامج النووي الإيراني، إلا أن المحادثات انهارت مع اندلاع الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل. كما تدخلت الولايات المتحدة ونفذت ضربات على منشآت نووية إيرانية، وفقاً للتقارير.

و قال البوسعيدي خلال مشاركته في حوار المنامة الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين:
"كان ذلك عملاً مخزياً، لكنه للأسف لم يكن مفاجئاً. لقد عرفنا منذ زمنٍ طويل أن إسرائيل، وليست إيران، هي المصدر الأساسي لغياب الأمن في المنطقة."

وكان وقف إطلاق النار الشهر الماضي قد أنهى أكثر من عامين من الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على غزة، في حين يسود وقف هش لإطلاق النار مع "حزب الله" في لبنان. كما نفذت إسرائيل هجمات على سوريا واليمن وقطر.
وأضاف البوسعيدي:
"إن الجهود الإسرائيلية المتعمدة لإطالة أمد التوترات أدت، في هذه الحالة، إلى مقتل مئات المدنيين الإيرانيين. ومع ذلك، ردّت إيران بضبط نفسٍ ملحوظ، تماماً كما فعلت عندما قصفت إسرائيل قنصليتها في سوريا، وأصابت سفيرها في لبنان، واغتالت أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين في طهران."

وأضاف وزير الخارجية العُماني:
"على مدى السنوات الماضية، اكتفى مجلس التعاون الخليجي، في أفضل الأحوال، بالتراجع والسماح بعزل إيران. وأرى أن هذا النهج يجب أن يتغير، وأن يتغير الآن."

وجاءت تصريحاته خلال جلسة بعنوان "تأمين الخليج: الدبلوماسية والاقتصاد والدفاع"، حيث تصدّر الصراع الخفي بين إيران وإسرائيل ومضاعفاته على منطقة تعاني أصلاً من توترات حادة جدول النقاش.
وأوضح البوسعيدي أن على دول الخليج أن تنخرط في تواصل مباشر مع كلٍّ من إيران والعراق واليمن —حيث لا يزال النفوذ الإيراني قوياً— من أجل تعزيز الأمن الإقليمي.
ودعا إلى اتباع نهج يقوم على "الحوار الشامل" و "الانخراط البنّاء" بدلاً من سياسة "الاحتواء" تجاه إيران. وتعدّ سلطنة عُمان وسيطاً محورياً بين إيران والقوى الأخرى في القضايا المتعلقة بالملف النووي ووكلاء طهران، مثل جماعة الحوثيين في اليمن.

و كانت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات حركة حماس في قطر خلال شهر سبتمبر/ أيلول سابقة خطيرة تمثّل أول اعتداء من نوعه على دولة خليجية، الأمر الذي دفع دول مجلس التعاون الخليجي إلى إظهار موقف موحّد من التضامن وإدانة قوية للإجراءات الإسرائيلية. كما أدت التوسّعات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والتهديدات بضمّ المزيد من الأراضي إلى تصاعد حدة الخطاب تجاه إسرائيل.
وفي الجلسة نفسها، قال وزير الخارجية البحريني (عبد اللطيف الزياني) إن:
"الخليج والشرق الأوسط الآمن والمزدهر سيظلان هدفاً بعيد المنال ما لم يحقق الشعب الفلسطيني حقه المشروع في إقامة دولة مستقلة وذات سيادة."
ولا يزال وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس في غزة قائماً حتى الآن، رغم استمرار التحديات، لا سيما ما يتعلق بمرحلة ما بعد الحرب ونزع سلاح الحركة. ويخشى كثيرون أن تؤدي الانتهاكات المتبادلة وانعدام الثقة العميق بين الطرفين إلى انهيار الهدنة.
من جانبه، قال وزير الخارجية اليوناني (يورغوس غيرابيتريتيس) خلال الجلسة إن أمن الخليج لا يقتصر على كونه مسألة إقليمية، بل هو قضية عالمية ترتبط بها "الطاقة والتكنولوجيا والحياة البشرية".

لقراءة المادة من موقعها الاصلي:

 


التعليقات