تقرير: تصاعد الاحتجاجات في محافظة شرقية باليمن بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة خاصة: الاربعاء, 30 يوليو, 2025 - 04:57 مساءً
تقرير: تصاعد الاحتجاجات في محافظة شرقية باليمن بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة

تصاعدت الاحتجاجات في شرق اليمن لليوم الثالث على التوالي، مع خروج السكان في مظاهرات يوم الثلاثاء تنديدًا بانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال موجة حر شديدة.
وقال شاهد العيان سالم بن مبارك لوكالة “أسوشيتد برس” إن مئات المحتجين في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، نصبوا خيامًا في الشوارع، وأغلقوا الطرق، ورددوا شعارات مناوئة للحكومة المعترف بها دوليًا والمتمركزة في عدن، مطالبين بإعادة خدمة الكهرباء.
واندلعت الاحتجاجات يوم الأحد ردًا على انقطاعات التيار الكهربائي التي باتت تتجاوز 19 ساعة يوميًا. وأرجع مسؤولون في مؤسسة كهرباء عدن - طلبوا عدم كشف أسمائهم لعدم حصولهم على إذن بالحديث - تكرار الانقطاعات هذا الصيف إلى نقص الوقود.
وقال المسؤول الأمني أحمد الدحدوح إن المحتجين أضرموا النيران في إطارات السيارات وأغلقوا ميناء المدينة الساحلية في ذروة الاحتجاجات، كما حاصروا مبنى المؤسسة العامة للكهرباء في ساحل حضرموت ظهر الثلاثاء.
ويعزى نقص الوقود إلى تراجع واردات الديزل والبنزين، ووجود فساد وعجز في الميزانية. وتشير تقارير إلى أن الانقطاعات أدت إلى تعطّل إمدادات المياه وارتفاع أسعار الوقود، وفقًا لتقرير صدر يوم الثلاثاء عن مركز SARI Global، المتخصص في التحليل الجيوسياسي والأمني لصالح المنظمات غير الحكومية والشركات.
وجاء في التقرير: “رغم أن التدهور الاقتصادي وانقطاع الخدمات واقعٌ مألوف في جنوب اليمن، إلا أن حجم أزمة الكهرباء في المكلا وسرعة انتشار الاضطرابات يمثلان نقطة تحول خطيرة”، محذرًا من احتمال تصاعد حالة عدم الاستقرار.
وأشار تقرير SARI Global أيضًا إلى أن نقص الوقود يعود إلى تعطل طرق نقل الوقود إلى المكلا وإغلاق محطات التوليد، في حين أن شركة بترومسيلة الموردة للوقود باتت تسلّم الكميات أسبوعيًا بدلًا من يوميًا.
من جهته، قال مؤتمر حضرموت الجامع، وهو كيان يمثل قبائل المحافظة، في بيان الاثنين، إن سكان حضرموت يعانون منذ وقت طويل من نقص متطلبات الحياة اليومية، بما في ذلك الكهرباء والمياه والتعليم الجيد والرعاية الصحية، فضلًا عن تدهور العملة المحلية. وأضاف البيان: “هذه هي الأسباب الرئيسية لما يحدث حاليًا في المكلا وبعض المديريات، وهي نتيجة تراكمات لا تزال حضرموت تعاني منها”، مشيرًا إلى الفساد الداخلي كأحد أسباب الأزمة.
وبحسب المجلس النرويجي للاجئين، فإن بعض المناطق في اليمن تعاني أيضًا من انعدام الأمن المائي إلى جانب انقطاع الكهرباء. وأوضح المجلس في بيان الثلاثاء أن انخفاض معدل هطول الأمطار الموسمية فاقم الوضع المتدهور بالفعل في ما يتعلق بإمدادات المياه النظيفة في المناطق الريفية والمدن، متوقعًا أن تنخفض كمية الأمطار بنسبة 40%.
واعتُقل الصحفي اليمني عبدالجبار باجبير، المدير العام لقناة “ عاد تي في”، يوم الاثنين خلال الاحتجاجات، بتهم غير معلنة، وتم احتجازه في المكلا، وفقًا للجنة حماية الصحفيين التي طالبت بالإفراج الفوري عنه.
وقال كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، مدير برنامج اللجنة: “اعتقال باجبير هو مثال آخر على الحملة الممنهجة لإسكات الصحفيين في حضرموت والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا”.
يُذكر أن الحرب الأهلية المدمّرة في اليمن بدأت عام 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء ومعظم شمال البلاد، مما دفع الحكومة المعترف بها دوليًا إلى المنفى. وتدخل تحالف تقوده السعودية ويضم الإمارات في العام التالي في محاولة لإعادة الحكومة إلى السلطة.
ويُسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا على أجزاء واسعة من الجنوب اليمني، الذي يعاني من الانقسام جراء الحرب الأهلية. ويدعو المجلس إلى انفصال الجنوب، ولديه قوات مسلحة خاصة به متحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا في مواجهة الحوثيين.


التعليقات