تحليل: معركة بلا دروع.. إيران وحيدة بعد اختفاء وكلائها
يمن فيوتشر - ذا تايمز اوف اسرائيل- ترجمة خاصة: الإثنين, 16 يونيو, 2025 - 08:19 مساءً
تحليل: معركة بلا دروع.. إيران وحيدة بعد اختفاء وكلائها

عندما أعلنت إسرائيل عن عملية "الأسد الصاعد"، فجر الجمعة، كانت تلك المرة الأولى منذ أكثر من خمسين عامًا التي تُعلن فيها الدولة حربًا ضد دولة ذات سيادة، لا ضد تنظيم إرهابي ينشط من أراضٍ أجنبية أو من الضفة الغربية أو قطاع غزة.
ولم يكن عدد الجماعات التي واجهتها إسرائيل على مدار العقود الماضية بالقليل، وكثير من هذه التنظيمات كانت ولا تزال تتلقى الدعم والتمويل، بل وأحيانًا التوجيه المباشر من إيران، الدولة التي أصبحت اليوم في مرمى نيران إسرائيل.
ومنذ الثورة الإسلامية، سعت طهران بشكل حثيث إلى تصدير أيديولوجيتها إلى المجتمعات الشيعية في الشرق الأوسط، بالتوازي مع بناء شبكة واسعة من التنظيمات المسلحة ذات الطابع الإرهابي في أنحاء المنطقة، شملت حتى جماعات سُنّية.
وقد تولّت قوة القدس، وهي وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني، مهمة دعم هذه الجماعات في العقود الأخيرة عبر تقديم التمويل، وتزويدها بالأسلحة والذخائر، فضلًا عن التدريب، الذي كان يُنفذ أحيانًا على الأراضي الإيرانية ذاتها.
وبالنسبة لإيران، شكّلت هذه الشبكة الإرهابية أداة مزدوجة: وسيلة لإبراز النفوذ، ودرعًا واقيًا. إذ تولّت هذه الجماعات مهمة استنزاف العدوين الأكبر للجمهورية الإسلامية –الولايات المتحدة وإسرائيل– بينما بقيت طهران في مأمن من الرد المباشر. كما أن وجود تحالف من "الجيوش الوكيلة" المستعدة للدفاع عنها في حال نشوب حرب، شكّل عنصر ردع ضد أي تفكير غربي بشن غزو أو الدفع نحو تغيير النظام.
وبعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين شنّت حركة حماس هجومًا مدمرًا على إسرائيل أشعل فتيل الحرب في غزة، ظهرت منظومة النفوذ الإيراني بكامل امتدادها، حيث هاجمت جماعات مدعومة من طهران –من لبنان حتى اليمن– إسرائيل، فيما وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي حينها (يوآف غالانت)، بـ"حرب على سبع جبهات".
لكن اليوم، ومع توجيه القوة النارية الإسرائيلية نحو إيران نفسها، اختفى أولئك الوكلاء فجأة عن الساحة. بعضهم، مثل حزب الله، تعرض لضربات قاسية من إسرائيل نتيجة دعمه لمحاولات حماس. بينما يبدو أن البعض الآخر قد أُقنع من قبل الدول المضيفة له بعدم الانخراط في المواجهة.
وباتت إيران الآن في وضع استثنائي، بل وخطير، إذ أصبحت مضطرة للاعتماد بشكل أساسي على قدراتها العسكرية الذاتية داخل أراضيها. وحتى الآن، اقتصر ردّها بشكل رئيسي على موجات متعاقبة من الصواريخ الباليستية أطلقتها القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، مُخلّفةً دمارًا كبيرًا، دون أن تُلحق ضررًا يُذكر بالقدرات العسكرية الإسرائيلية.
وفي الوقت ذاته، تحوّل الداخل الإيراني إلى ساحة معركة، من طهران إلى تبريز، وهو ما يُجسّد نقطة ضعف استراتيجية لدولة طالما فضّلت خوض حروبها عبر وكلاء على أراضٍ غيرها.

 

•حزب الله خارج المعادلة
قدّرت قيمة الدعم السنوي الذي تقدمه إيران لتنظيمات ما يسمى بمحور المقاومة بمليارات الدولارات من خزينة الدولة، وهو دعم استمر خلال السنوات الأخيرة رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها البلاد، بما في ذلك الانهيار المستمر للعملة ونقص الطاقة.
وقد ذهب جزء كبير من هذا التمويل إلى حزب الله اللبناني، أبرز وكلاء إيران في المنطقة.
لكن الحزب، وبعد خسائر فادحة وتزايد المعارضة الداخلية ضده في لبنان، بات اليوم في حالة إنهاكٍ شديدة، ومترددًا في مواجهة إسرائيل.
وقد تأسس حزب الله عام 1983 بدعم مباشر من طهران، ومنذ أكثر من عقدين أصبح الأداة العسكرية الأساسية لإيران في الصراع مع إسرائيل، مزودًا بصواريخ بعيدة المدى وأسلحة دقيقة التوجيه.
إلا أن الحزب، ومنذ أن بدأت إسرائيل ضرباتها داخل الأراضي الإيرانية يوم الجمعة، لم يردّ سوى بالتصريحات. ويبدو أن هذا التريث يُعزى مباشرة إلى تداعيات الحرب الأخيرة مع إسرائيل، التي شهدت شنّ الحزب هجمات شبه يومية على الأراضي الإسرائيلية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن يوافق على وقف إطلاق النار في نوڤمبر/ تشرين الثاني 2024.
وفي الأشهر الستة الأخيرة من تلك الحرب، وتحديدًا اعتبارًا من سبتمبر/ أيلوا، تكبّد حزب الله ضربات عسكرية قاصمة، تمثّلت في القضاء على معظم قياداته العليا، بمن فيهم أمينه العام المخضرم (حسن نصرالله).
قبيل ذلك، تسببت هجمات إسرائيل عبر أجهزة النداء والانفجارات الموجهة بالاتصالات اللاسلكية في أضرار جسيمة على المستويين الجسدي والنفسي في صفوف القوات الميدانية لحزب الله. ووفقًا لتقارير إعلامية لبنانية، أُصيب نحو 4,000 شخص في تلك العملية السرّية، غالبيتهم من عناصر الحزب.
ويبدو أن الترسانة الصاروخية الضخمة التي طالما اعتُبرت أحد أعمدة قوة الحزب قد تعرضت للاستنزاف أو التدمير إلى حد كبير، خاصة في ظل فقدان سوريا كمسار تهريب آمن وفعّال.
وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2024، قدّر الجيش الإسرائيلي أن حزب الله لم يعد يمتلك سوى أقل من 30% من قوته النارية السابقة للحرب.
ورغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته داخل الأراضي اللبنانية، مستهدفًا عناصر من حزب الله، خصوصًا في جنوب لبنان. كما شنّ غارات على ضاحية بيروت الجنوبية مرتين، حيث أصابت الضربات منشآت مرتبطة بتصنيع وتخزين الطائرات المُسيّرة، بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي.
ونتيجة لذلك، بات حزب الله في أضعف حالاته منذ تأسيسه، غير قادر فعليًا على تشكيل تهديد فعّال ضد إسرائيل. كما يواجه الحزب ضغوطًا سياسية متصاعدة في الداخل اللبناني، في وقت لا تزال فيه البلاد ترزح تحت وطأة الدمار الذي خلّفته الضربات الإسرائيلية الهادفة إلى إنهاء هجماته.
وخلال الأشهر الستة الماضية، تم تعيين شخصيتين تُعتبران "مناهضتين لحزب الله" في اثنتين من أعلى ثلاث مناصب في الدولة اللبنانية، وهما رئيس الوزراء (نواف سلام) ورئيس الجمهورية (جوزيف عون). وقد أدلى كلاهما بتصريحات تؤكد عزمهما نزع سلاح حزب الله، والتشديد على أن قرار الذهاب إلى الحرب يجب أن يكون حصريًا بيد الدولة.
وفي خطاب حديث بمناسبة مرور 100 يوم على تشكيل حكومته، أشار نواف سلام إلى أن الجيش اللبناني فكك أكثر من 500 مستودع أسلحة في جنوب البلاد. ورغم أنه لم يذكر الجهة المالكة لهذه المستودعات صراحة، إلا أن التقديرات تشير بوضوح إلى أنها كانت تابعة لحزب الله.
وبحسب ما نقلته قناة العربية السعودية، فإن الحكومة اللبنانية أبلغت حزب الله رسميًا بأنها لن تسمح باستخدام الأراضي اللبنانية في أي ردّ إيراني ضد إسرائيل، مضيفة أن "زمن اتخاذ التنظيم لقرارات الحرب بمعزل عن الدولة قد ولّى."
وتشير التقارير إلى أن السلطات اللبنانية حذرت حزب الله صراحة من أن أي جهة تجر البلاد إلى حرب ستتحمّل المسؤولية الكاملة، في رسالة واضحة لكل من إيران وحزب الله مفادها أن اللوم لن يقع على إسرائيل إن ردّت عسكريًا داخل لبنان، بل على من فتح الباب للمواجهة.
و وضعت هذه التطورات حزب الله في موقع حرج، دفعه إلى الامتناع عن شنّ أي هجمات ضد إسرائيل، رغم احتفاظه بجزء من قدراته العسكرية.
ففي الساعات التي أعقبت انطلاق العملية الإسرائيلية، أصدر حزب الله بيانًا مطوّلًا ندّد فيه بشدّة بالضربات الإسرائيلية على إيران، مؤكدًا أن "إسرائيل لا تفهم إلا لغة القتل والنار والدمار".
إلا أن البيان خلا من أي إشارة إلى نية الردّ أو توقيته، بينما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في الحزب قوله إن حزب الله لن يرد على الهجمات الإسرائيلية داخل إيران.

 

•الميليشيات العراقية تنهار تحت وطأة الضغوط
منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، عمدت إيران إلى تعزيز نفوذها من خلال دعم ميليشيات شيعية موالية لها، استهدفت في البداية القوات الأمريكية، قبل أن تُحوّل بوصلتها نحو إسرائيل بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
لكن الضغوط المتزايدة، داخليًا وخارجيًا، أدت إلى توقف تدريجي في نشاط تلك المجموعات.
ومنذ عام 2014، تندرج هذه الميليشيات تحت مظلة "هيئة الحشد الشعبي"، وقد شاركت في قتال تنظيم "داعش" وكذلك في استهداف قواعد أمريكية في المنطقة.
إلا أنه، وبعد اندلاع الحرب الإقليمية متعددة الجبهات إثر هجوم حماس، انخرطت هذه الجماعات في استهداف إسرائيل، وبدعم واضح من طهران.
فخلال عامي 2023 و2024، أطلقت طائرات مُسيّرة نحو الجولان المحتل، وفي مرة واحدة نحو إيلات، بينما استمرت في مهاجمة القواعد الأمريكية في العراق.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أسفرت ضربة بطائرة مُسيّرة أطلقتها ميليشيات موالية لإيران من العراق عن مقتل جنديين إسرائيليين في شمال الجولان، في واحدة من أكثر الهجمات دموية لتلك الجماعات.

حتى قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الثاني بين إسرائيل وحماس في ديسمبر/كانون الأول 2024، كانت الميليشيات العراقية الموالية لإيران قد وافقت على وقف هجماتها ضد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك في إطار اتفاق مع الحكومة العراقية.
وأكّد مسؤول بارز في ميليشيا النُجَباء، إحدى أبرز الفصائل المسلحة في العراق، لصحيفة الأخبار اللبنانية في ديسمبر/كانون الأول 2024، التوصل إلى اتفاق لوقف الأنشطة العسكرية. ووفقًا لتقارير إعلامية عربية، فإن هذا الاتفاق جاء مرتبطًا بتحولات إقليمية كبرى، أبرزها عودة (دونالد ترامب) إلى الرئاسة الأميركية، وسقوط نظام (بشار الأسد) في سوريا، ما أفسح المجال أمام حكومة سورية جديدة مناوئة لإيران.

ويُعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة، الداعمة للحكومة العراقية والمناهضة لأي استهداف لقواعدها، لعبت دورًا فاعلًا خلف الكواليس في التوصل لهذا التفاهم. ورغم عدم إصدار واشنطن أي موقف رسمي بشأن وقف الهجمات، فإنها تبنّت ضربات ضد قواعد تابعة للميليشيات داخل العراق عام 2024، عقب هجوم دموي استهدف قاعدة أمريكية.
وعلى الرغم من استئناف القتال بين إسرائيل وحماس مؤخرًا، فإن الميليشيات العراقية ما زالت تلتزم الصمت العسكري ولم تستأنف عملياتها.
وفي 14 يونيو/حزيران، أفادت صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن الحكومة العراقية أبلغت الميليشيات رسالة مماثلة لتلك التي أرسلتها بيروت إلى حزب الله، مضمونها:
 "لسنا طرفًا في الحرب بين إسرائيل وإيران، ويجب عدم الزج بالعراق في هذا الصراع."

و أفاد التقرير أن رئيس الوزراء العراقي (محمد شياع السوداني) أجرى محادثات مكثفة مع قادة الميليشيات المسلحة، أبلغهم خلالها برفض العراق التام لأي انخراط في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران.
ويبدو أن الزعيم الشيعي البارز (مقتدى الصدر) يمارس بدوره ضغوطًا إضافية على الميليشيات لوقف أنشطتها العسكرية.
ففي تغريدة نشرها بتاريخ 13 يونيو/حزيران، قال الصدر:
 "العراق وشعبه لا يحتاجان إلى حروب جديدة. وندعو إلى إسكات الأصوات المتهورة التي تنادي بزج العراق في الحرب، والاستماع إلى صوت الحكمة وصوت المرجعية."

 

•سوريا تنفصل عن المحور
منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، عملت إيران على تعزيز نفوذها داخل البلاد، ليس فقط عبر تواجد عسكري مباشر، بل باستخدام الأراضي السورية كممر إستراتيجي رئيسي لنقل الأسلحة إلى لبنان.
وبالرغم من وجود ميليشيات موالية لإيران على الأرض السورية، فإن القيمة الاستراتيجية الكبرى لسوريا لطهران تمثّلت في كونها ممرًا لوجستيًا أكثر من كونها ساحة مواجهة.
لكن يبدو أن هذا الدور قد انتهى أيضًا.
فحين غادر (بشار الأسد) إلى موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2024، أخذ معه فعليًا آخر ما تبقّى من النفوذ الإيراني داخل سوريا.
و في ظلّ تولّي الرئيس السوري الجديد (أحمد الشرع) السلطة، قطعت القيادة السورية بشكل كامل علاقاتها مع إيران، ومنعتها من أي موطئ قدم داخل البلاد. وقد تم إغلاق السفارة الإيرانية في دمشق، وحُظر تحليق الطائرات الإيرانية في الأجواء السورية.
كما أصدرت السلطات السورية الجديدة عدة بيانات خلال الأشهر الماضية أعلنت فيها مصادرة شحنات أسلحة كانت معدّة للتهريب إلى لبنان، يُعتقد أنها كانت موجّهة إلى حزب الله.
وهذا التحول الجذري وجّه ضربة قاسية إلى قدرة إيران على استخدام الأراضي السورية لدعم حلفائها الإقليميين، كما كانت تفعل طيلة سنوات.

 

•إيران تتخلّى عن الحوثيين عمليًا
يبقى الحوثيون في اليمن هم الوكيل الإيراني الوحيد الذي لا يزال يشارك في العمليات ضد إسرائيل، لكن قدرتهم على التأثير محدودة بفعل المسافة الجغرافية الكبيرة، التي تُفقدهم عنصر المفاجأة، إضافة إلى ترسانة عسكرية متواضعة نسبيًا. ومنذ الجمعة، لم يسجّل للحوثيين أي دور فعّال يُذكر في المواجهة.
والجدير بالذكر أن الحوثيين بدأوا كميليشيا مستقلة تمرّدت على الحكومة اليمنية خلال الحرب الأهلية. ومنذ عام 2014، حصلوا على دعم مالي وعسكري ولوجستي من إيران، التي زوّدتهم بأسلحة وتقنيات وخبرات عسكرية.
وقد زعمت الجماعة أنها أطلقت صواريخ باليستية ضد مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة منذ يوم الجمعة، لكن ما حصل فعليًا هو إطلاق صاروخ باليستي واحد، سقط في بلدة فلسطينية قرب الخليل، وأدّى إلى إصابة عدد من المدنيين، ما دفع الحوثيين إلى عدم تبنّي الهجوم علنًا.
وأطلقت الجماعة، السبت، ثلاث طائرات مُسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن جميعها تم إسقاطها على مسافات بعيدة من الحدود الإسرائيلية، بحسب ما أفاد به الجيش الإسرائيلي.
ورغم ذلك، فإن الحوثيين –الذين صمدوا أمام ضربات أمريكية وإسرائيلية لعدة أشهر– يحاولون على الأقل إظهار موقف داعم لإيران في هذا التوقيت الحرج.
وبينما تراجع دور كل من حزب الله، والحشد الشعبي، وحماس، وغيرها من الفصائل، حافظ الحوثيون على موقعهم باعتبارهم أكثر وكلاء إيران انتظامًا في التصعيد، من خلال إطلاق صواريخ باليستية بين الحين والآخر باتجاه إسرائيل، وتعهدهم بـ"الاستمرار في دعم غزة ما دامت المجازر مستمرة"، على حد تعبيرهم.
وفي وقت سابق، كانت هجمات الحوثيين على إسرائيل تُعدّ مفاجئة ومقلقة ومُرعبة، إلا أن هذا التأثير يبدو أنه تضاءل بعد أشهر من التصعيد، دون أن تُظهر الجماعة امتلاكها لأي أوراق مفاجئة أو "ضربة قاصمة" في جعبتها.
وفي المقابل، يبدو أن إسرائيل تصعّد عملياتها ضد الحوثيين، بما في ذلك استخدام غير مسبوق للقوة البحرية.
كما تشير محاولات اغتيال قادة حوثيين بارزين في اليمن مؤخرًا، من بينهم رئيس الأركان (محمد عبد الكريم الغماري)، إلى أن إسرائيل جمعت كمًّا كبيرًا من المعلومات الاستخبارية عن الجماعة، يُرجّح أن ذلك جاء نتيجة الاحتكاك الميداني المطوّل.
وقدرات الحوثيين في مواجهة إسرائيل، والمتمثّلة في صواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة تُطلق من مسافات بعيدة، تبدو وكأنها انعكاس مصغّر لنمط إيران في المواجهة، لا قدرة على المفاجأة، ولا تأثير عسكري مباشر، بل مجرد أدوات للتخويف وزعزعة الاستقرار النفسي.
وبينما تتصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران في صدام طال انتظاره، يبدو أن آخر الوكلاء الباقين على الساحة –جماعة متفرقة كانت في يومٍ من الأيام قد أربكت حركة التجارة العالمية– على وشك أن تجد نفسها مجددًا على هامش المشهد.

لقراءة المادة من موقعها الاصلي:

https://www.timesofisrael.com/as-israel-takes-fight-to-iran-where-are-tehrans-terror-proxies-in-its-hour-of-need/


التعليقات