أفادت مصادر مطّلعة لوكالة “رويترز” بأن شركات أمن بحري أطلقت، يوم الأربعاء، عملية لإجلاء طاقم السفينة “إيترنيتي سي”، التي تُشغّلها شركة يونانية، بعد أن استهدفها الحوثيون قبالة السواحل اليمنية قبل يومين.

وتعرضت السفينة، التي كانت تقل 22 فردًا من الطاقم – 21 فلبينيًا وروسيًا واحدًا – لهجوم باستخدام طائرات بحرية مسيّرة وقذائف صاروخية أُطلقت من زوارق سريعة مأهولة، وذلك يوم الاثنين، في ثاني هجوم تنفذه جماعة الحوثي في اليوم ذاته، بعد أشهر من الهدوء النسبي.

وبحسب مصادر أمنية بحرية، أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن أربعة من أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين، في أول حادثة توقع قتلى في صفوف قطاع الشحن بالبحر الأحمر منذ يونيو 2024.

ولم تصدر شركة “كوزموشيب مانجمنت” (Cosmoship Management)، المشغلة للسفينة، أي تعليق رسمي بشأن حصيلة الضحايا حتى الآن.

وقد أُتلفت قوارب النجاة خلال الهجوم، ما حال دون تمكن الطاقم من مغادرة السفينة بأمان.

وقال مسؤول في شركة “ديابلوس” (Diaplous) لإدارة المخاطر البحرية، والتي تشارك في تنفيذ العملية، إن “المهمة تهدف إلى إنقاذ أفراد الطاقم، بعضهم مصابون ويحتاجون إلى مساعدة، إضافة إلى انتشال جثامين البحارة الذين فقدوا حياتهم”.

وأضاف المسؤول: “نهدف إلى تنفيذ عملية سلمية”، مشيرًا إلى أن العملية أُطلقت بالتعاون مع شركة الأمن البريطانية “أمبري” (Ambrey).

وأشار إلى أنه مع اقتراب فرق الإنقاذ من السفينة، كان بعض أفراد الطاقم في المياه مرتدين سترات نجاة.

وفي سياق موازٍ، أفادت مصادر بأن مسؤولين حكوميين يونانيين بدأوا مشاورات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، باعتبارها طرفًا فاعلًا رئيسيًا في المنطقة، للمساعدة في جهود إنقاذ السفينة.

ويُعد البحر الأحمر، الممتد بمحاذاة السواحل اليمنية، ممرًا مائيًا بالغ الأهمية لنقل النفط والسلع عالميًا، غير أن حركة الملاحة فيه تراجعت منذ أن بدأت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، شنّ هجماتها على إسرائيل والملاحة البحرية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عقب نحو شهر من مجزرة 7 أكتوبر/ تشرين الأول التي نفذتها حركة حماس وأشعلت فتيل الحرب في قطاع غزة.

وقبيل الهجوم الأخير بساعات، أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن استهداف سفينة شحن أخرى ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، هي “إم في ماجك سيز”، قبالة جنوب غرب اليمن يوم الأحد، مؤكدة أنها أُغرِقت.

وقالت السلطات في جيبوتي إن جميع أفراد طاقم سفينة “ماجك سيز” (Magic Seas) تم إنقاذهم بواسطة سفينة تجارية مارة، ووصلوا بسلام إلى جيبوتي يوم الاثنين.

وقد أثارت الهجمات الأخيرة في البحر الأحمر، إلى جانب موجة الغارات الجوية الإسرائيلية التي نُفذت فجر الاثنين ضد مواقع الحوثيين ردًا على إطلاقهم صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، مخاوف من تجدد حملة حوثية تستهدف الملاحة البحرية، ما قد يؤدي مجددًا إلى تدخل القوات الأميركية والغربية، لا سيما في ظل الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) مع الحوثيين في مايو/ أيار الماضي.

https://www.timesofisrael.com/maritime-security-firms-said-on-mission-to-save-crew-of-greek-vessel-hit-by-houthis/