القدس: نتانياهو يطلب مساعدة الصليب الأحمر للرهائن في غزة وحماس تشترط فتح ممرات إنسانية لسكان القطاع
يمن فيوتشر - رويترز الإثنين, 04 أغسطس, 2025 - 01:12 مساءً
القدس: نتانياهو يطلب مساعدة الصليب الأحمر للرهائن في غزة وحماس تشترط فتح ممرات إنسانية لسكان القطاع

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة في توفير “الطعام” و”العلاج الطبي” للرهائن الإسرائيليين في غزة، فيما طالبت حماس في المقابل بفتح “ممرات إنسانية” في القطاع المنكوب الذي شهد مقتل 31 شخصا.

وأظهرت ثلاثة فيديوهات بثتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي الرهينتين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، نحيلين ومتعبين، الأمر الذي أثار ضجّة في الشارع الإسرائيلي وأجّج الدعوات لضرورة التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت للإفراج عن الرهائن.

وأكدت الحركتان في مقاطع الفيديو أن الغرض منها تسليط الضوء على الوضع الإنساني الحالي في غزة المهدّدة بـ”مجاعة معمّمة” بحسب الأمم المتحدة.

واحتشد عشرات آلاف الأشخاص مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن ودعما لعائلاتهم.

وأعرب نتانياهو في بيان عن “صدمة عميقة” من المشاهد الأخيرة للرهينتين.

كما أفادت رئاسة الوزراء في بيان بأن “نتانياهو تحدث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية (للصليب الأحمر) في منطقتنا (إسرائيل والأراضي الفلسطينية) جوليان لاريسون” و”طلب منه تأمين الطعام لرهائننا وتأمين علاج طبي فوري لهم”. 

وأعربت بعثة الصليب الأحمر عبر منصة إكس عن “انزعاجها” من المقاطع الأخيرة، مؤكدة أن “هذا الوضع الكارثي يجب أن ينتهي”. ورفضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التعليق على الفور.

من جانبها، أبدت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس “استعدادها للتعامل بإيجابية التجاوب مع أيّ طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية لأسرى العدو” ولكن شرط “فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا” في القطاع.  

وأعلن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الأحد في منشور على منصة اكس أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الثلاثاء جلسة طارئة لبحث “الوضع الإنساني المتردي للرهائن”. 

 

– “لن يحصلوا على امتياز خاص” –

وشدد المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة على أن القسام “لا تتعمد تجويع الأسرى (الإسرائيليين)”، لافتا الى أن الرهائن الإسرائيليين الأحياء “يأكلون مما يأكل منه مجاهدونا وعموم أبناء شعبنا، ولن يحصلوا على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار”.

وكانت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس نددت الأحد بـ”الصور المروعة” للرهينتين، مطالبة بالإفراج “الفوري” عن جميع الرهائن في غزة، مع تشديدها على ضرورة “السماح بوصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع للمحتاجين” في القطاع الفلسطيني.

كما ندد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالمشاهد “المروعة”، داعيا في الآن نفسه إسرائيل إلى مواصلة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وعدم “الرد على دناءة حماس”.

وسلّطت الصحف الإسرائيلية الضوء على وضع الرهائن على صفحاتها الأولى الأحد.

ووصفت صحيفة معاريف الوضع بـ”الجحيم في غزة”، فيما نشرت يديعوت أحرونوت صورة لإفياتار دافيد مع تعليق “هزيل، نحيل، ويائس”، بينما قالت صحيفة هآرتس اليسارية إن “نتانياهو لا يستعجل” إنقاذ الرهائن.

ويُعد بريسلافسكي ودافيد من بين 49 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل شرارة الحرب في قطاع غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 27 من الرهائن المتبقين لقوا حتفهم.

وتم إطلاق سراح معظم الرهائن الـ251 الذين خطفوا في الهجوم، خلال هُدنتين في الحرب، مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.

 

– ضحايا النيران والجوع –

في الأثناء، قتل 31 فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات بنيران الجيش الإسرائيلي في القطاع الأحد، بينهم 20 أثناء انتظار المساعدات، على ما أعلن الدفاع المدني في غزة.

وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل إنه أحصى “تسعة شهداء وعشرات المصابين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات في شمال غرب رفح” وقد نقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس. كما تمّ نقل “خمسة شهداء قرب مركز المساعدات قرب جسر وادي غزة” في وسط القطاع.

كما قتل ستة أشخاص من منتظري المساعدات بنيران الجيش قرب مفترق موراغ في رفح (جنوب) حيث كانوا ينتظرون مع مئات آخرين وصول شاحنات تدخل القطاع من معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، بحسب المصدر ذاته.

وقتل 11 شخصا على الأقل في ضربات إسرائيلية على أنحاء عدة من القطاع.

من بين القتلى موظف في الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أعلن تعرض مقره في خان يونس لغارة إسرائيلية، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها “شعرت بالفزع” وطالبت بـ”احترام” و”حماية” العاملين في المجال الإنساني.

وبحسب شهود عيان، أطلق جنود إسرائيليون النار باتجاه مئات الأشخاص الذين اقتربوا من نقطة حراسة عسكرية قرب بوابة مركز مساعدات في شمال غرب رفح بجنوب القطاع.

وقال جبر الشاعر (31 عاما) إن الجنود أطلقوا النار “على الناس، أنا كنت هناك. لم يشكل أحد أي خطر على الجنود. إنهم فقط يريدون القتل، هم (الجنود) يعرفون أننا نريد مساعدات غذائية لنطعم أطفالنا”.

 

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على ذلك.

وأعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا قُتلوا منذ 27 أيار/مايو، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات.

على صعيد متصل، أفادت وزارة الصحة في غزة عن تسجيل ست حالات وفاة جديدة “نتيجة المجاعة وسوء التغذية، جميعهم من البالغين”، لافتة الى أن ذلك يرفع الى “175 بينهم 93 طفلا” عدد الذين لقوا حتفهم بسبب الجوع.

وتفيد وكالات تابعة للأمم المتحدة وهيئات إغاثة ومحللون بأن معظم المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها يتم نهبها من قبل عصابات أو الاستيلاء عليها بطرق أخرى وسط الفوضى، بدون أن تصل إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.

أسفر هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة مستندة إلى أرقام رسمية.

وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60839 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

 

– بن غفير في الأقصى –

من جانبه، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى احتلال “كامل” غزة وإعلان السيادة الإسرائيلية على القطاع ردّا على فيديوهات الرهينتين الاسرائيليين.

وقال بن غفير الذي دخل باحات المسجد الأقصى بمعية مستوطنين في ذكرى خراب الهيكل حسب التقويم العبري “يجب أن نوجه رسالة واضحة: يجب احتلال كامل قطاع غزة، إعلان السيادة الإسرائيلية على كامل القطاع”.

والمسجد الأقصى هو في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. 

وبموجب الوضع القائم بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وإعلان ضمها في 1967، يمكن لغير المسلمين زيارة المسجد الأقصى في أوقات محدّدة بدون الصلاة فيه، وهي قاعدة يعمل اليهود المتشدّدون على خرقها.

ودان الأردن الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في القدس “اقتحام” بن غفير للأقصى.

كما نددت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بخطوة الوزير اليميني المتطرف.

وفي سياق متّصل، شدد مكتب نتانياهو في بيان على أن “سياسة إسرائيل في الحفاظ على الوضع القائم” في الحرم القدسي “لم تتغير وستظل كما هي”.


التعليقات