تقرير: شركات من الشرق الأوسط وآسيا تعبر أجواء إيران واليمن رغم المخاطر
يمن فيوتشر - The Jerusalem Post- ترجمة خاصة السبت, 26 يوليو, 2025 - 03:21 مساءً
تقرير: شركات من الشرق الأوسط وآسيا تعبر أجواء إيران واليمن رغم المخاطر

كشفت صحيفة “معاريف” في تحقيق صحفي أن عددًا كبيرًا من شركات الطيران لا يزال يُسيّر رحلات جوية فوق أجواء إيران والعراق واليمن، في حين تواصل معظم شركات الطيران الغربية وشركات أمريكا الشمالية تجنّب التحليق في هذه المناطق، بسبب المخاوف من احتمال تعرّض الطائرات للاستهداف.

ولا تزال شركات طيران من الشرق الأوسط وروسيا، وأجزاء من آسيا وأوروبا، تستخدم مسارات جوية منتظمة تمرّ عبر هذه الأجواء. ويلجأ بعضها إلى ما يُعرف بـ”الرحلات الجوية على ارتفاعات عالية”، أي التحليق على ارتفاع يزيد عن 32 ألف قدم، على أمل أن يقلّل ذلك من احتمالية التعرّض لهجمات صاروخية.

ويُعد من أبرز الأسباب التي تدفع دولاً مثل إسرائيل والولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة إلى حظر الطيران فوق إيران، ليس فقط الخطر المباشر المتمثل في احتمال استهداف الطائرة بصاروخ، بل أيضًا الخطر الاستراتيجي الأوسع المرتبط بإمكانية تصعيد أمني في المنطقة. فبرنامج إيران النووي، وما يرافقه من احتمالات توتّر قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية أو ردود إيرانية انتقامية، يجعل المجال الجوي الإيراني شديد التقلب من الناحية الأمنية.

وفي هذا السياق، قد تجد الطائرة المدنية التي تمرّ عبر الأجواء الإيرانية نفسها داخل منطقة نزاع نشط، أو قد تُستهدف بالخطأ من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي. علاوة على ذلك، فإن أي هبوط اضطراري داخل الأراضي الإيرانية — سواء لأسباب طبية أو أعطال تقنية — قد يُعرّض الطائرة وطاقمها، وخاصة الركاب من الجنسيات الإسرائيلية أو الأمريكية أو الأوروبية، لمخاطر جسيمة، مثل الاعتقال أو الاستجواب أو حتى الاستخدام كورقة ضغط سياسي.

وقد أظهرت حوادث عديدة في السنوات الأخيرة كيف أن حالات الهبوط الاضطراري في دول معادية قد تتحول إلى أزمات دبلوماسية. من أبرز تلك الأمثلة: الطائرة التابعة لشركة “راين إير” التي أُجبرت على الهبوط في بيلاروسيا، واستخدمها النظام هناك كأداة ضغط. أما في إيران، فقد تم احتجاز رعايا أجانب سابقًا لاستخدامهم كورقة تفاوض سياسي. ويكمن الخطر في هذه الحالات ليس فقط في الجانب التشغيلي، بل في البعد السياسي الحساس للغاية. ومن الأمثلة المروعة التي يتذكرها الإسرائيليون: الحلقة الافتتاحية من مسلسل “طهران”، حيث تُجبر شخصيتان إسرائيليتان على الهبوط اضطراريًا في طهران، ويخضعان لاحقًا للاستجواب تحت التهديد والتعذيب.

من يُحلّق فوق إيران؟

تُعدّ الأجواء الإيرانية، المعروفة باسم “منطقة معلومات الطيران لطهران” (Tehran FIR)، من بين أكثر المسارات الجوية خطورة منذ قيام الدفاعات الجوية الإيرانية بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية في يناير/ كانون الثاني 2020.

ورغم هذه المخاطر، لا تزال عدة شركات طيران من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا الشرقية تُسيّر رحلات يومية تعبر الأجواء الإيرانية.
على سبيل المثال:
    •    طيران الإمارات وفلاي دبي تسيّران رحلات مباشرة إلى طهران من الجنوب.
    •    الخطوط الجوية القطرية استأنفت استخدام المسارات الجوية عبر العراق وإيران في رحلاتها إلى وجهات مثل كاتماندو، دلهي، وكوالالمبور.

وتتركّز الرحلات التي تعبر المجال الجوي الإيراني بشكل رئيسي في المسارات القادمة من أوروبا الغربية إلى جنوب آسيا أو الشرق الأقصى، ومن أبرز هذه المسارات:
    •    المسار B411: يقطع الأجواء الإيرانية من الشمال الغربي (على الحدود مع تركيا) إلى الجنوب الشرقي، مرورًا بطهران ويزد وكرمان.
    •    المسار L124: يعبر وسط إيران في منطقة زاهدان، ويتجه لاحقًا إلى باكستان أو عُمان أو الهند.

وتُعتبر هذه المسارات أقصر زمنيًا وأكثر كفاءة من الناحية التشغيلية مقارنة بالمسارات الالتفافية عبر الخليج أو القوقاز أو السعودية، على الرغم من التحديات الأمنية المصاحبة لها.

شركات الطيران التي تستخدم المجال الجوي الإيراني:
    •    طيران الإمارات
    •    فلاي دبي
    •    الخطوط الجوية القطرية
    •    الخطوط الجوية التركية
    •    بيغاسوس إيرلاينز
    •    إيروفلوت (روسيا)
    •    الخطوط الجوية الأوزبكية
    •    الخطوط الجوية الصربية
    •    طيران الجزيرة
    •    العربية للطيران
    •    كام إير (أفغانستان)
    •    ماهان إير (إيران)
    •    الخطوط الجوية السورية

شركات الطيران التي تتجنّب إيران تمامًا:
    •    لوفتهانزا
    •    الخطوط الجوية السويسرية (SWISS)
    •    الخطوط الجوية النمساوية
    •    الخطوط الجوية البريطانية (British Airways)
    •    الخطوط الجوية الملكية الهولندية (KLM)
    •    الخطوط الجوية الفرنسية (Air France)
    •    إيبيريا (Iberia)
    •    فين إير (Finnair)
    •    الخطوط الجوية الإسكندنافية (SAS)
    •    فيرجن أتلانتيك
    •    الخطوط الجوية الأمريكية (American Airlines)
    •    يونايتد إيرلاينز
    •    دلتا إيرلاينز
    •    جميع شركات الطيران الإسرائيلية (إلعال، إسرإير، أركيع، حيفا إير) — التي لا تحلّق فوق أجواء إيران أو العراق أو اليمن.

اليمن: خط أحمر واضح

تُصنّف معظم هيئات الطيران الدولية الأجواء اليمنية بأنها محظورة تمامًا على حركة الطيران.
وتفرض إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، بموجب اللائحة الخاصة SFAR 115، حظرًا كاملاً على التحليق فوق اليمن. كما توصي دول أوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا بتجنّب المجال الجوي اليمني بالكامل.

ويشهد اليمن صراعًا عسكريًا مستمرًا، في حين تواصل جماعة الحوثيين (المصنفة كمنظمة إرهابية) إطلاق صواريخ متقدمة، بما في ذلك باتجاه إسرائيل. ونتيجة لذلك، لا تُسيّر أي من شركات الطيران التجارية تقريبًا رحلات فوق اليمن، باستثناء بعض المسارات النادرة جدًا التي تمر فوق البحر الأحمر وعلى مسافات بعيدة من الساحل.

وفي بعض الحالات، تسمح الجهات التنظيمية بالتحليق فوق العراق أو إيران، ولكن فقط على ارتفاعات شاهقة (تتجاوز 32 ألف قدم)، وهي مستويات يُعتقد أنها خارج مدى الصواريخ المحمولة على الكتف وأنظمة الدفاع الجوي الأساسية.
إلا أن هذه الارتفاعات لا توفّر حماية من الصواريخ الباليستية أو الدفاعات الجوية المتقدمة، كما أظهرت حوادث سابقة.

أما شركات الطيران الإسرائيلية — إلعال، إسرإير، أركيع، وحيفا إير — فلا تحلّق فوق أية دول معادية، وتسلك مسارات بديلة عبر قبرص، تركيا، جورجيا، أو أذربيجان، لتجنّب أجواء إيران والعراق تمامًا.
ونظرًا لعدم السماح لها بالهبوط في تلك الدول، فإن أي احتمال لعطل فني يفرض عليها الابتعاد الكامل عن هذه المناطق.

الخلاصة:

تتجنّب غالبية شركات الطيران العالمية الكبرى التحليق فوق إيران واليمن والعراق، رغم أن بعض شركات الطيران الإقليمية أو الآسيوية تواصل استخدام هذه المسارات لتقليل المسافة وتكاليف التشغيل.
لكن إذا كان هذا الأمر مصدر قلق بالنسبة لك، فمن المفيد مراجعة موقع شركة الطيران والتحقق من المسار المُخطّط للرحلة قبل الحجز.


التعليقات