نفت إيران الاتهامات الأميركية بأنها تؤجج الحرب في اليمن عبر تزويد الحوثيين بالأسلحة، وذلك عقب ما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه أكبر عملية ضبط لأسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الجماعة. ووصفَت وزارة الخارجية الإيرانية هذه الادعاءات بأنها “لا أساس لها من الصحة”. وقد تواصلت مجلة نيوزويك مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للحصول على تعليق.
أهمية الحدث
تأتي هذه الاتهامات، التي أعلنتها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، في ظل تصاعد التوتر في البحر الأحمر، بعد أن استأنفت القوات الحوثية هجماتها المميتة على السفن التجارية، بدعوى دعم الفلسطينيين في غزة.
وساهمت شحنة الأسلحة المصادَرة، إلى جانب الهجمات البحرية المتجددة من الحوثيين، في تعميق المخاوف الدولية بشأن أمن البحر الأحمر وتهديد طرق التجارة الحيوية، وذلك بعد أسابيع من اندلاع مواجهات مفتوحة بين إسرائيل وإيران.
ومع تصاعد حدة التوتر، حذر مسؤولون أميركيون من تنامي المخاطر التي تهدد حرية الملاحة وتدفق التجارة والاستقرار الإقليمي، في وقت تكثّف فيه واشنطن جهودها لعزل طهران واحتواء شبكتها من القوى الوكيلة المنتشرة في أنحاء الشرق الأوسط.
ما ينبغي معرفته
أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) يوم الأربعاء أن “قوات المقاومة الوطنية” اليمنية، وهي قوة عسكريةً مناهضة للحوثيين يقودها اللواء طارق صالح، صادرت أكثر من 750 طنًا من الأسلحة الإيرانية المتطورة التي كانت موجَّهة إلى الحوثيين.
شملت الشحنة صواريخ مضادة للسفن والطائرات، ورؤوسًا حربية، ومئات من محركات الطائرات المسيّرة، وأنظمة رادار، ومكوّنات دفاع جوي، ومعدات اتصالات مشفّرة. وأشارت الكتيبات المكتوبة بالفارسية والعلامات الأخرى على الشحنة إلى أن الأسلحة صُنعت من قبل شركة مرتبطة بوزارة الدفاع الإيرانية.
ووصفَت سنتكوم العملية بأنها “أهم عملية اعتراض لشحنة أسلحة إيرانية” منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي يوم الجمعة، نشرت القيادة المركزية الأميركية مقطع فيديو يُظهر، بحسب قولها، عملية اعتراض سفينة كانت تقوم بتهريب أسلحة إيرانية إلى الحوثيين، نفّذتها قوات المقاومة الوطنية اليمنية.
طهران تنفي الاتهامات
رفضت طهران الاتهامات الأميركية. وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأن “هذه الادعاءات لا أساس لها وتشكل جزءًا من حملة إعلامية تستهدف إيران”، متهمًا الولايات المتحدة بمحاولة صرف الأنظار عن دورها في زعزعة استقرار المنطقة.
وتجنّب بقائي الخوض في تفاصيل الشحنة المضبوطة، ولم يقدم تفسيرات بديلة لمصدر الأسلحة.
وتواصل إيران إنكار تزويدها الحوثيين بالسلاح، رغم الاتهامات المتكررة من قبل مسؤولين أميركيين وأمميين خلال السنوات الماضية، والتي تربط طهران بتزويد الجماعة بأسلحة متقدمة.
الهجمات الحوثية
تأتي عملية المصادرة في ظل تجدّد الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر. ففي السادس من يوليو/تموز، تعرضت السفينة ماجيك سيز، وهي ناقلة بضائع مملوكة لليونان، لهجوم بصواريخ وقارب مفخخ مسيّر، ما أجبر الطاقم على إخلائها. وفي الأسبوع نفسه، تعرّضت السفينة إيترنيتي سي، وهي أيضًا مملوكة لليونان، لهجوم مماثل، ما ألحق بالسفينتين أضرارًا جسيمة أدت إلى غرقهما.
وتُعد هذه الهجمات البحرية الأشد دموية منذ أن استأنف الحوثيون أعمالهم العدائية عقب وقف إطلاق النار الذي أُعلن في 24 يونيو/حزيران بين إسرائيل وإيران.
وتقول الجماعة إن هجماتها تأتي تعبيرًا عن التضامن مع الفلسطينيين في غزة، وتتعهد بمواصلة استهداف الملاحة في البحر الأحمر إلى حين توقف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس، التي بدأت عقب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل.
ردود الفعل
• إسماعيل بقائي – المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية:
“ادعاءات لا أساس لها وتشكل جزءًا من حملة إعلامية تستهدف إيران.”
• الجنرال مايكل إريك كوريلا – قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم):
“اعتراض هذه الشحنة الإيرانية الضخمة يثبت أن إيران لا تزال الجهة الأكثر زعزعةً للاستقرار في المنطقة. الحد من تدفّق الدعم الإيراني إلى الحوثيين أمر بالغ الأهمية لأمن المنطقة واستقرارها، ولضمان حرية الملاحة.”
ما المتوقع حدوثه لاحقًا
من المتوقع أن تعزز الولايات المتحدة تنسيقها مع شركائها في اليمن وأوروبا لوقف أي عمليات نقل أسلحة إيرانية مستقبلية، وتكثيف الدفاعات البحرية، في ظل تصاعد المخاوف من توسّع رقعة الصراع في واحد من أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم.
للاطلاع على المادة من موقعها الأصلي زيارة الرابط التالي:
https://www.newsweek.com/iran-denies-weapons-houthi-yemen-us-seizure-2100564