شنّ رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني هجومًا لاذعًا على القوى الدولية الكبرى، متهمًا إياها بصناعة الأزمات واحتكار النفوذ والثروة على حساب مبادئ العدالة وحقوق الإنسان، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر رؤساء البرلمانات العالمية المنعقد في جنيف.
وقال البركاني، إن العالم يشهد حالة "اضطراب أخلاقي وسياسي عميق"، حيث تُفصّل القرارات الدولية وفق مصالح الأقوياء، وتُوظف الشعارات الإنسانية على نحو انتقائي، مشيرًا إلى أن ما يحدث في فلسطين واليمن يكشف هذا الانحدار المدوي للنظام الدولي.
وأضاف أن العدالة لم تعد قيمة كونية، بل أضحت امتيازًا مشروطًا بالهوية السياسية للدول، مشيرًا إلى غزة التي تُرتكب فيها جرائم إبادة جماعية باسم "الدفاع عن النفس"، وإلى اليمن التي يُحاصر فيها الشعب ويُجَوَّع أطفاله وسط صمت دولي مطبق.
وتابع، "القانون الدولي لم يُخلق لحماية القوي، بل لحماية الإنسان، لكنه اليوم يُفعّل فقط ضد الضعفاء، ويُعطل حين يُساءل الأقوياء أو حلفاؤهم".
واتهم البركاني الغرب بازدواجية المعايير، وبتواطؤ معلن مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الشأن اليمني، كشف عن ضبط سفينة إيرانية محمّلة بـ750 طنًا من الطائرات المسيّرة والصواريخ على الساحل الغربي، في دليل جديد على استمرار دعم طهران لجماعة الحوثي وإشعالها فتيل الحرب.
كما انتقد ما وصفه بـ"صفقات الحماية" التي تُبرمها بعض الدول مع الحوثيين لتأمين مرور سفنها في البحر الأحمر، مقابل التغاضي عن الهجمات على الملاحة الدولية.
وتساءل، "من يُحاسب حين تُغلق الممرات؟ ومن يُعاقب عندما تُهدَّد المصالح؟"
وختم البركاني كلمته بالدعوة إلى تحرك برلماني عالمي جاد لوقف "الانهيار القيمي" الذي يهدد النظام الدولي، مؤكدًا الحاجة إلى منظومة عادلة تقوم على المبادئ لا المصالح، وعلى القانون لا منطق الغلبة، حد تعبيره.