أكد تقرير أممي حديث أن ما يقرب من ثلاثة أرباع النازحين داخلياً في ثلاث محافظات يمنية، يعتزمون البقاء في مواقعهم الحالية، ولا ينوون العودة إلى مناطقهم الأصلية، نتيجة انعدام الأمن وفرص العمل والخدمات الأساسية. 
وقالت منظمة الهجرة الدولية (IOM) في تقرير جديد بشأن تقييم نوايا النازحين داخلياً الذي أجرته مصفوفة النزوح التابعة لها (DTM) في مواقع بمحافظات تعز ولحج ومأرب، إن "74% أو 3,121 أسرة، خططت للبقاء في مواقع نزوحها الحالية، ولا تفكر بالعودة إلى مناطقها الأصلية، مما يشير إلى اتجاه متزايد نحو الاندماج المحلي، لا سيما في المناطق التي تتمتع بأمن وخدمات أكثر استقراراً نسبياً".
وأضاف التقرير أن الأسباب الرئيسية لتفضيل النازحين البقاء في مواقعهم الحالية، تنوعت بين ما تواجهه مناطقهم الأصلية من انعدام الأمن (63%) وقلة فرص كسب العيش (8%) وغياب المأوى (7%) ووجود الألغام (6%)، وبين ما توفره لهم المواقع الموجودين فيها من فرص كسب العيش (13%)، وتوفر الخدمات الإنسانية (13%).
وأشارت المنظمة إلى أن 745 أسرة؛ وبنسبة 18% أبدت نيتها بالعودة إلى مناطقها الأصلية، بينما أفادت 243 أسرة (6%) بأنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستعود إلى ديارها أم لا، وعبرت 110 أسر (2%) عن رغبتها في الاستقرار في مكان آخر داخل اليمن أو خارجها.
وأوضح التقرير أن من قرروا عدم العودة إلى مناطقهم "يتوقعون مواجهة العديد من المخاوف في مواقعهم الحالية داخل المحافظات الثلاث، من أبرزها نقص الخدمات الأساسية؛ مثل الغذاء والصحة والمياه والتعليم. أما عداء المجتمع المضيف، فكان مصدر قلق أقل شيوعاً، ولكنه قائم".
يُذكر أن التقييم الذي أجرته مصفوفة النزوح خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2024 في 1,360 موقعاً للنزوح في المحافظات الثلاث، شمل 4,219 أسرة نازحة تتألف من 12,499 شخصاً (79% ذكور، و21% إناث)، وتضمنت العينة 40% من أفراد المجتمع المضيف، و34% من النازحين داخلياً، و26% من العائدين، فيما تركز التوزيع الجغرافي للتقييم في تعز (54%)، تليها لحج (34%)، ثم مأرب (12%).